"هذا الفوز لك، أيتور ولعائلتك .. فلترقد في سلام"
"هذا الفوز لك، أيتور ولعائلتك .. فلترقد في سلام".
تلك كانت كلمات المدير الفني لريال سوسيداد "إيمانول ألغواسيل" عقب فوزه بنتيجة 3-0 البارحة ضد فياريال.. قبل مباراة الفريقين تم الإعلان عن قائمة الفريق الباسكي بوجود لاعب إضافي يُدعى "أيتور زاباليتا" ويحمل الرقم 25 ، لعلك يا صديقي لم تنتبه لوجود إسمه في القائمة أو على قمصان اللاعبين في صورة تشكيل الفريق الأساسي ، لكن في حال انتبهت لذلك ، فدعني أحك لك قصة صغيرة عن "أيتور زاباليتا" ومن هو؟ ولمَ كل هذا؟
"ريكاردو جيررا كوادرادو" عضو في جماعة باستيون 1903 وهي جماعة متطرفة نازية ، جزء من جماعة فرينتي أتليتكو. قضى 17 عام في السجن قبل أن يخرج بعد عدة أحكام ، وفي عام 2018 قام بالسفر لبلجبكا لأجل مؤازرة أتليتكو مدريد أمام كلوب بروج في بطولة دوري أبطال أوروبا مع 40 شخص آخر من جماعة سوبربيوس فيرم ، الجماعة التي تفرقت عن فرينتي أتليتكو ، تم اعتقالهم من الشرطة البلجيكية بعد أن قاموا بالتحية النازية أمام الجماهير وهو أمر محظور تماماً في بلجيكا.
ونَشَأت جماعة سوبربيوس فيرم وهي الجماعة التي ينتمي إليها "جيررا" نتيجة خلاف دار حول مقتل مشجع من سان سيباستيان.
"أيتور زاباليتا كورتازا" ، 28 عام مشجع لـ ريال سوسيداد ، كان طيب القلب وصادق في حبه للفريق ولحبيبته ولعائلته ، كان محبوباً ومعروفاً بين أنصار فريقه الذين مثله.
في الثامن من ديسمبر عام 1998 بملعب فيثينني كالديرون في إياب دور الـ16 من بطولة كأس الإتحاد الأوروبي ، توافد جماهير ريال سوسيداد ومعهم "أيتور" ، كان هناك جماعة يحبون الجلوس في حانة قبل كل مباراة للفريق ، ذهبوا جميعاً إلى حانة اليجري التي تقع نحو المدرج الشمالي من ملعب أتليتكو مدريد بعد أن رشحها لهم ظابط أمن الملعب ، حانة كان يتردد عليها ألتراس أتليتكو مدريد دائمًا قبل المباريات.
كانت الأمور هادئة إلى أن قام عدد قليل من ألتراس أتليتكو بمضايقة مشجعة من فريق ريال سوسيداد وقف أمامه "أيتور" نتج عنها لكمة في وجهه وسقوط قبعته المفضلة ، وتم فض الاشتباك ورحيل جماعة "أيتور" من المكان بعد أن طلبت منه صديقته "فيرونيكا" أن يرحلوا ونسيان ما حدث للتو.
بعد مغادرة الحانة ، خرج العديد من الأفراد ، بما في ذلك "جيررا" بالسيارة مستعدين لفعل أي شيء لهم ، هربت مجموعة "أيتور زاباليتا" لكنه تأخر عن البقية لمساعدة أم كانت مع ابنها الصغير وبقى وحيداً بين أفراد الألتراس الذين حاصروه وحيداً وتم طعنه من قبل "جيررا" بواسطة شفرة سكين طولها 9 سم.. لُعبت المباراة حينها وتوفي مشجع سان سيباستيان في الثالثة صباحًا في المستشفى. يقول "إستيبان إيبارا" (رئيس حركة مناهضة التعصب) : "لقد سجلت هذا التاريخ لأننا كنا ندين النار'يين في مدرجات أتلتيكو لفترة طويلة".
مع مرور السنين، سيتم نسيان اسم "ريكاردو جيررا كوادرادو" الذي قال : "لم نمنحهم ما يستحقونه، ولم يغادروا خالي الوفاض أيضًا" ، تلك كانت كلمات "جيررا وقت دخوله لحانة البارادور في الثامن من ديسمبر بعد السادسة صباحاً.
بينما سيكون لكرة القدم، وخاصة لريال سوسيداد ، دائمًا مكان شرف لـ "أيتور زاباليتا" بالإضافة إلى المكان الذي يمتلكه بالفعل في المدرجات في ريالي أرينا. يقولون في نادي الباسك: "إنه لاعبنا الثاني عشر". ويضيفون: "إنه شعور الجماهير".
في الثامن من ديسمبر 1998 ، طُعِنَ "أيتور زاباليتا كورتازا" في قلبه ومات شجاعاً ومخلصاً كما يحب أي عاشق في حضن حبيبته وعليهما وشاح فريق حياته على يد القاتل "ريكاردو جيررا كوادرادو".
لا
أحد يتذكر كيف انتهت مباراة العودة في كأس الاتحاد الأوروبي بين أتلتيكو وريال
سوسيداد، لكن أيتور سيبقى خالدًا
يونس خالد عفيفي